mercredi 13 avril 2016

شاهد ماذا قال الشيخ عمر القزابري في حق أهل سوس



شكرا أهل سوس 
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام :
قد يحاول المرء أحيانا أن يعبر عن شيء ما في صدره فلا يُسْعِفُهُ البيان في التبيان. فيظل يحاول ويحاول. فتتأبى الكلمات. لكن إِبَاءَ النفس والرغبة الجامحة في التعبير تجعلان الكلام مَرْكَبًا ذَلُولاً . لا سيما إذا كان الصدق هو نَبْعُ الكَلِم . أقول هذا وأنا تتنازعني خواطر وتتلقفني أحاسيس. وتداعب فكري نسمات حب أَبَتْ أن تَسْكُنَ أو تهدأ. فقد عشت لحظات ربانية نورانية بين إخوان أَذْكَوْا جِذْوَةَ الأمل في وجداني بعد أن كاد اليأس يستفرد بي. ومعلوم أن للعبد مع اليأس جولات نزال. يعتورها نصر وكسر. فعند غلبة المحبطات يبرز اليأس. وعند رؤية المحفزات يتضاءل اليأس ويختفي طيفه .
ولقد رأيت وأنا في أحضان سوس العالمة مايسر النفس ويبهج الخاطر. فلقد كنت بين إخوة غمروني بحبهم. والأعظم من ذلك أنهم كانوا يتنافسون في الخير خِدمةً لكِتابِ الله بِنِيَّةٍ وصِدْقٍ وصَفاء . وهمة عالية تسامي الجوزاء. إضافة إلى أدبهم وجميل تعاملهم ولين عرائكهم. وفي ليلة التكريم رق الشعور وراق. وَوُضِعَتْ بُسُطُ الحب ورَفْرَفَ الأمل فوق رؤوس الحاضرين. وأشرقت شمس الشوق لتنير الزمان والمكان. وخشعت الأصوات لهيبة القرءان .
جلس الناس في ساحة فسيحة. فيهم الشيخ والمرأة العجوز والشباب والأطفال. جلس الكل وانطلق الموكب وانخرط الكل. وأنا أرمق تلك المشاهد أقول في نفسي. هيهات هيهات أن ينال أحد من دين الله وفي الناس أمثال هؤلاء. ومع برودة الجو لم يتحرك أحد لأن حرارة الأنس غَطَّتْ على وَخَزاتِ البرد. وما أَجْلَسَهُم وربِّ الكعبة إلا حُبُّهُم لكتاب الله ورَغْبَتُهُم في الاستماع إلى البراعم التي ترتله بأصوات ندية. كَمْ أنتِ كببرةٌ يا سُوس . كم لك من أياد بيضاء في نصرة الكتاب. كم فيك من أبناء بررة يجودون بمالهم لله نشرا ونصرا لكتابه. .إنها سوس ياسادة. .
ذلك جزء من ذكريات لو أَرْخَيْتُ لها العِنانَ لَسَالَتْ بأَعْناقِ مَطِيِّها الأبَاطِح . ذكريات لحظات ذهبية جمعتنا مع إخوان صفاء. نختلس ومضات الأنس من الدهر الغافي. جزاكم الله خيرا أيها المنظمون. رعاكم الله يا أهل الدشيرة الجهادية. حفظكم الله ورعاكم يا أهل سوس. أسأل الله العظيم أن يحفظ بلدنا بالقرءان. وأن يُمَكِّنَ فيها للقرءان وأهله. .والمنة لله وحده لا لغيره (وما بكم من نعمة فمن الله )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري